خاص : سينتيا عبدالله
شكّل انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية الحدث الأبرز في لبنان والعالم العربي في الأيام القليلة الماضية. والآن، بعد أن نجح العماد عون بنسبة 90 صوتًا في مجلس النواب اللبناني، تتجه الأنظار إلى القطاع الاقتصادي وما سيكون تأثير هذه الانتخابات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وغير مسبوقة قد تشكل نقطة تحول لهذا القطاع، حيث قد يتم تحديد مسار سعر صرف الليرة اللبنانية والأسواق المالية في السنوات الست القادمة.
في هذا السياق، يقول الأستاذ أنطوان شمعون، مدير عام بنك بيروت للاستثمار السابق، لصوت الأرز، إن انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبلاد سيعيد هيكلية الدولة لتصبح صالحة وتعمل من جديد.
فالدولة، بحسب شمعون، ستلعب دورًا أساسيًا في تقديم الخدمات للناس، خصوصًا أن الوضع المالي سيكون من أبرز الجداول على لائحة أعمال الرئيس الجديد بالتنسيق مع كافة المؤسسات المالية المحلية، الإقليمية، والدولية، الأمر الذي سيعيد الثقة للاقتصاد اللبناني بشكل تدريجي.
إن انتخاب رئيس إصلاحي سيعزز التفاؤل في الأسواق المحلية والدولية، فالعماد عون يملك ثقة المجتمع الدولي والعربي، وخاصةً الخليجي، الذي وعد لبنان بالدعم عبر تخصيص مبالغ مالية للمساعدة في إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، والذي دمّر مئات الآلاف من الوحدات السكنية والمعامل في ضاحية بيروت الجنوبية، جنوب لبنان، البقاع، والهرمل.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إيداع مبالغ مالية في المصرف المركزي، الأمر الذي سيعزز من قدرة البنك المركزي على الوقوف مجددًا، وزيادة الاحتياطيات، ومدّ المصارف بالمساعدة المالية، وفرض الرقابة عليها واتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض مجددًا، خاصةً أن المركزي يلعب دور “الأم”، وهو الدور الأساسي في القطاع المصرفي.
أما عن سعر صرف الليرة اللبنانية وإمكانية تغييره، أوضح شمعون أن صرف الليرة حاليًا مثبت، لكن سعرها أمر يحدده الاقتصاد اللبناني ككل. وهذا الأمر لا يعرفه سوى مصرف لبنان واحتياطياته، فأي تحسن في سعر الصرف لن يتحقق قبل إطلاق البرامج الإصلاحية المطلوبة وتنفيذها وفق جدول زمني واضح لكي يتوفر الدعم الدولي والعربي، وبالتالي تحقيق حلم عدد ضخم من اللبنانيين واسترداد ودائعهم بعملية تدريجية.
أما عن التهافت لشراء الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، أكد شمعون أن كل الأمور ما زالت غير واضحة، فعلى اللبناني ألا يتسرع بقراراته وينتظر ما ستؤول إليه الفترة المقبلة على الصعيد الاقتصادي، فلبنان “بلد العجائب”.
في الختام، إن القيادة الجديدة للبنان قد تفتح آفاقًا جديدة للنمو والتقدم أو قد تواجه تحديات تؤثر سلبًا على الاقتصاد. لذا، من المهم المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية بين المواطنين وصناع القرار على حد سواء، وتقييم الخيارات المتاحة بعناية.