الثلوج والمتساقطات عائدة نهاية الشهر ولا جفاف!!

0
22

عامر زين الدين – الانباء الكويتية – يعيش لبنان على وقع انتظارات الأمطار، وسط أجواء مقلقة تحيط بالواقع المناخي، بمعزل عن المناخات الجوية التي بدأت تتحضر لعاصفة قطبية ستضرب الشرق الأوسط وضمنها لبنان، حاملة معها كثلا ثلجية غزيرة ونزولات ومتساقطات منوعة، وفق وسائل وتطبيقات إعلامية من شأنها خلق منظومة جوية شديدة البرودة.

وكانت بدت مؤشرات جلية نتيجة غياب الأمطار على نحو مقلق في «عز كانون»، انطلاقا من مفهوم تقليدي «كانون فحل الشتاء».

موجة التفاؤل مع قدوم الثلوج إلى لبنان باكرا في موسم الشتاء، بدءا من 18 نوفمبر الماضي وتدني «الأبيض» من المرتفعات إلى المرتفعات المتوسطة، بددتها «الكوانين» بجفاف غير متوقع، فأبدى اللبنانيون خشية من ان تكون سنة 2025 جافة مائيا.

انقطاع الأمطار المتكرر لفترات طويلة جعل معدلات المتساقطات لهذه السنة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي متفاوتة قياسيا. وبرز ذلك من حركة مجاري الأنهر والبحيرات، ومنها بحيرة القرعون التي تبدو مستويات مياهها ظاهرة للعيان، ومرد ذلك إلى التغير الملموس في أنماط الطقس، ومدى تأثيره على الموارد المائية وانسحاب ذلك على القطاعات الزراعية والحياتية العامة.

ثمة شبه إجماع من عدد من خبراء المناخ الجوي وأحوال الطقس في لبنان، عن مؤشرات إلى تحسن المنظومة الجوية بدءا من 20 الجاري وصعودا، رهنا بالتوقعات وليس بأي تعديلات قد تطرأ على بيانات النماذج.

الخبير في أحوال الطقس الأب ايلي خنيصر (كاهن رعية بلدة الخنشارة المتنية) قال لـ «الأنباء»: هذه السنة شبيهة بالعامين 2015 – 2016 من حيث قلة الهطولات وشح المياه، لكن ذلك لا يعني الدخول في الجفاف والتصحر».

وأضاف: «منذ سبتمبر الماضي نقرأ حركة المحيط الأطلسي، وقد استنتجنا من الأعاصير وحرارة المياه ما يسبب بتغذية أوروبية وشمال أفريقية، والقطب الشمالي كان ناشطا أيضا باتجاه وسط أوروبا وتركيا، الأمر الذي يعكس نشاطا على مناطقنا. فنشاط المرتفعات الجوية قابلها صد، منع المنخفضات والكتل القطبية من الوصول إلى لبنان والضغط ما بين 1030 و1035 HPA، وتلك كانت كافية لحجب الأمطار عن لبنان وتحويلها إلى تركيا واليونان. وطالما النشاط المرتفع الشبه مداري كان مسيطرا على شبه الجزيرة العربية، سبب تأثير الرياح الجنوبية – الشرقية على الشهرين الماضي والحالي في إضعاف الكتل القطبية نحو لبنان وغياب الثلوج عن الجبال المتوسطة».

وختم الأب خنيصر: «الذي ينتظرنا في الأيام المقبلة، هو عودة الأمطار خلال الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، والثلوج ستكون على الجبال المتوسطة بدءا من 800 و1500 متر وما فوق عن سطح البحر».

بدوره، رئيس قسم التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي محمد كنج كشف لـ «الأنباء» عن تراجع الأمطار حسب المعدلات العامة ما بين 50 و60%. وقال: «في زحلة وصل معدل المتساقطات هذه السنة إلى 150 مليمترا، في حين كان العام الماضي بنفس التاريخ 360 مليمترا، وبيروت 250 مليمترا، بينما العام الماضي 620 مليمترا».

وشبه كنج هذا العام بـ 1989 من حيث الجفاف المائي، وفقا لتحليلات الداتا في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي».

وأضاف: «كذلك فإن درجات الحرارة أعلى من معدلاتها خلال النهار، بغياب المنخفضات والتراكمات الثلجية، الأمر الذي يدل على تأخر العواصف، وان المؤشرات تنبئ بعدم وصول المتساقطات قبل نهاية هذا الشهر، وأقله إلى ما بعد تاريخ 20 الجاري».

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا