خاص صوت الارز طوفان الأقصى: بين الانتصار والنكبة في تاريخ الصراع

0
253

صوت الارز- نايلا شهوان

طوفان الأقصى.. انتصار أم نكبة؟

عام على طوفان الأقصى والمشهد أصبح قاتماً أكثر، فما زالت الحرب في أوجها وهي بعيدة عن الحسم حالياً، وكلما طال أمدها زاد احتمال اتساعها، وهو ما يحدث حالياً مع دخول لبنان في نفق مظلم، ولكن لا يزال كثير من الفلسطينيين والعرب يشيدون بطوفان الأقصى باعتبارها نقطة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وخطوة نحو التحرير. في هذا الإطار، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن قادة في حركة حماس قولهم إن رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار “لم ينجُ فحسب بعد مرور عام على السابع من أكتوبر، بل هو يضع أيضاً الأساس لإعادة ظهور حماس

و بعد عام على طوفان الأقصى، ظهر أبو عبيدة متوعداً بمزيد من المقاومة ومدشناً لمرحلة جديدة من القتال

في هذا الأطار، يقول الأستاذ المحاضر في العلاقات السياسية الدولية – جامعة باريس، مدير مجلس الجيوبوليتيك ـ باريس، البروفيسور خطار أبو دياب في حديث لصوت الأرز إن نتنياهو اليوم غير اسم العملية العسكرية إلى القيامة، وهنا في هذه المنطقة هناك تشدد كبير ينعكس على مجرى الأحداث. وأضاف: “الأهم أن يوم 7 أكتوبر كان منعطفاً في تاريخ المنطقة، ولكن طوال العام الماضي عشنا سنة مأساوية بكل ما للكلمة من معنى

تخاذل العرب وغياب الغرب

بعد عام على طوفان الأقصى، هل أكد تخاذل العرب وأسقط أقنعة الغرب؟ ربما عادت القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولي، يؤكد البروفيسور ابو دياب، ولكنها أصلاً لم تكن هذه القضية غائبة تماماً، بل كانت هناك مقاربة جديدة من أجل حلها. ولكن من النتائج العملية لطوفان الأقصى: تدمير غزة وربما سيكون تدمير لبنان، أما الباقي فشعارات ستبقى في مجال الشعارات

بالطبع، صورة إسرائيل تقوضت حول العالم، فقد تعرضت لانتكاسات كبيرة، ولكن هذا لا يعني أن القضية الفلسطينية كسبت كثيراً، لأن نتنياهو الآن يسعى لتصفية القضية الفلسطينية وإعادة ترتيبها. ولكن لماذا لم تستطع الدول الغربية والعربية احتواء هذه المجزرة؟ في هذا الإطار، يشير ابو دياب إلى أننا عندما نقرأ تصريح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي ستنتهي مهمته قريباً، جوزيب بوريل، عن أنه لا يوجد أحد في العالم يستطيع إيقاف نتنياهو، فهذا يعني عجزاً دولياً. أما بالنسبة للدول العربية، فقد فعلت الكثير من أجل منع التهجير ومن أجل إيقاف الوضع، ولكنها لم تنجح

الولايات المتحدة والقرارات الحرجة

فالقوة العالمية الوحيدة القادرة على وقف الأمور هي الولايات المتحدة، وهي لديها حساباتها، حيث تضغط على نتنياهو، ولكن ما يهمها هو أمن إسرائيل، وإسرائيل حليفتها المقربة. أما بالنسبة لمقاربة محور إيران أو للقيادة الموجودة لحماس داخل غزة، فهم يشيرون، كما يقول د. ابو دياب، إنهم فكروا أن العملية ستكون خاطفة وأنها ستكون عملية رهائن، ومن بعدها ستكون إسرائيل غير قادرة على خوض حرب استنزاف لأنها تعودت على الحروب السريعة. بالطبع، إسرائيل أيضاً كان لها حسابات خاطئة عندما ظنت أنها بإمكانها الإفراج عن الرهائن والقضاء على حماس، وهي أيضاً لديها حساباتها الخاطئة. ولكن المؤكد أن هذا الصراع يبدو لي مفتوحاً وطويل الأمد

تبدل الإدارة الأمريكية

مع السنوية الأولى للطوفان وحرب الإبادة المستمرة، ماذا سيحصل مع تبدل الإدارة الأمريكية؟ من الآن إلى موعد تسلم الرئيس الأمريكي الجديد، يقول د. أبو دياب إن هامش المناورة عند إسرائيل كبير جداً، وستكون بالتالي الأسابيع والأشهر القادمة خطرة جداً. بعد ذلك يمكن أن نرى الأمور أوضح؛ فإذا أتى ترامب، يمكن أن يكون لديه نوع من القدرة على إيقاف الأمور، أما إذا أتت الإدارة الديمقراطية، فيمكن أن تذهب الأمور باتجاه التمديد

الأزمة في لبنان

اكثر من الفي شهيد في لبنان وجبهة إسناد فُتحت منذ سنة، فهل دخل لبنان في آتون نفق مظلم؟ يقول أبو دياب إن ما تبقى من لبنان الرسمي تأخر كثيراً، فهو لم يستوعب خطورة الموقف

والرئيس ميقاتي صرح في البداية أن القرار بيد حزب الله، أما السؤال فهو: إذا كان القرار بيد حزب الله، لماذا بقي هو في السلطة؟

المشكلة، يضيف، أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الدولة اللبنانية، فالدويلة أقوى من الدولة، والقرار اللبناني مختطف من إيران. وأكد أبو دياب أن أكبر دليل هو أنه بعد لقاء عين التينة ومحاولة الحل، “ولو كانت المحاولة لم تكتمل حتى الآن”، ولكن تم إحباطها بمجيء وزير الخارجية الإيراني. وسأل د. أبو دياب: هل يمكن للقيادات اللبنانية أن تقوم بانتخاب رئيس للجمهورية يشكل البداية لاستعادة الدولة ليكون لدينا على الأقل من يفاوض وبصفة شرعية تماماً؟

وهل يمكن لهذه القيادات اللبنانية ألا تخاف من حزب الله وتقول كلمة الحق من أجل إيقاف المجزرة؟ ولكن المؤكد أنه لا يمكن للقيادات اللبنانية ومن هم في مركز القرار أن يوقفوا نتنياهو، فقط الولايات المتحدة هي القادرة. ومن الضرورة إعطاء الفرصة ونزع الذرائع من أمام إسرائيل وإتاحة الفرصة لأصدقاء لبنان في العالم كي يضغطوا على إسرائيل من خلال قرارات حكيمة وصائبة، وهذا ما لم يحصل حتى الآن

أبو عبيدة: نقول لإخواننا المقاتلين في حزب الله إننا على ثقة من بأسكم وقوتكم لتكبيد العدو خسائر مؤلمة كما توعد السيد الشهيد حسن نصر الله

في هذا الإطار، يشير د. أبو دياب إلى أن إيران تواصل المغامرة، والراحل نصر الله اعتقد أن هذا الأمر لن يدوم طويلاً، ولكنه دام طويلاً. والبعض يروي أن إيران لم تكن موافقة بالبداية على جبهة الإسناد، لا نعلم حقيقة الأمر: هل كانت إيران على علم بما قام به السنوار أم لا؟ وسأل: هل كان لها أهداف أخرى؟ حتى اللحظة، هناك التباس حول هذه المواضيع وسيتطلب الأمر المزيد من الوقت لكشف كل أسرار تلك المرحلة

.ولكنه ختم أن الأهم بالنسبة للبنان هو أن هناك خطراً لضياع لبنان وأن يُضحى بلبنان كما ضُحي بغزة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا