تحديات ضرب المنشآت النووية الإيرانية: عراقيل استراتيجية وعسكرية أمام إسرائيل

0
35

كتب شربل مطر

على الرغم من رفض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن توجيه ضربة لإسرائيل تستهدف المنشآت النووية الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الذي استهدفها في الأول من الشهر الحالي، إلا أن بعض الأصوات المتطرفة في تل أبيب طالبت بذلك. وفي حال قررت إسرائيل اتخاذ هذا القرار الخطير، ستواجه عدة تحديات.

المشكلة الأولى هي المسافة؛ إذ تبعد القواعد النووية الإيرانية الرئيسية أكثر من ألف ميل عن إسرائيل، ما يتطلب عبور الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي للأردن والعراق وسوريا، وربما تركيا.

التحدي الثاني يتعلق بالوقود، حيث إن الطائرات الإسرائيلية ستحتاج إلى إعادة التزود بالوقود جواً لتغطية المسافة المطلوبة للوصول إلى الأهداف والعودة، وفقًا لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.

المشكلة الثالثة هي الدفاع الجوي الإيراني. المواقع النووية الرئيسية في إيران محصنة بشكل كبير، مما يستدعي حماية الطائرات الإسرائيلية من قبل طائرات مقاتلة. وستحتاج العملية إلى نحو 100 طائرة، وفقًا لتقرير CRS، أي ما يعادل تقريبًا ثلث عدد الطائرات القتالية في سلاح الجو الإسرائيلي، الذي يبلغ 340 طائرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن منشأتي التخصيب النووي الرئيسيتين في إيران، نطنز وفوردو، محصنتان بشكل كبير. تقع نطنز على عمق كبير تحت الأرض، بينما تقع فوردو في قلب أحد الجبال، ما يعني أن تدميرهما يتطلب أسلحة قادرة على اختراق عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة المسلحة.

ورغم أن تل أبيب تمتلك قنابل مصممة للاختراق، إلا أنها قد لا تكون كافية لتدمير هاتين المنشأتين. السلاح الوحيد القادر على إحداث الأثر المطلوب هو القنبلة الضخمة التي يبلغ طولها حوالي 6 أمتار وتزن 30 ألف رطل، حيث يمكنها حفر 60 مترًا في الأرض قبل أن تنفجر، وفقًا للجيش الأميركي. ومع ذلك، لا يُعرف ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هذه القنابل التي تمتلكها الولايات المتحدة، كما أفادت “فاينانشيال تايمز”.

علاوة على ذلك، “لا توجد فرصة” لأن تتمكن إسرائيل من شراء القاذفات الأميركية الاستراتيجية اللازمة لإسقاط مثل هذه القنبلة، حسبما أشار إيلام.

في الختام، إن القوة المطلوبة لإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت الإيرانية الرئيسية “ستتطلب دعمًا أميركيًا واسع النطاق، إن لم يكن تدخلًا مباشرًا”، كما كتب داريا دولزيكوفا وماثيو سافيل من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في ورقة بحثية حديثة. وحتى مع ذلك، لن يضمن ذلك تدمير المنشآت بالكامل.