خاص : اوديت ضو الاسمر
هل ما يجري على الحدود الشمالية للبنان يدخل ضمن إطار اشتباكات فردية بين عشائر المنطقة ذات الاغلبية المطلقة الشيعية و”جبهة النصرة” السورية او هو حادث ذات أبعاد سياسية
في هذا السياق اكد العميد المتقاعد جورج نادر لموقع “صوت الأرز” ان ما يحصل من اشتباكات على الحدود السورية اللبنانية له سبب معلن وهو وجود قرى لبنانية داخل الحدود السورية، وسكانها لبنانيون فعلى سبيل المثال ضيعة ربلة قرب وادي خالد ذات الغالبية المسيحية والتي تنتخب في القبيات حيث الوضع على حاله منذ الاستقلال حتى اليوم.
وشدد نادر على ان المشكلة الكبرى اليوم تتمثل في قرى حويكو ووادي حنا اللتين تقعان في الشمال الشرقي ضمن الحدود السورية وسكانهما من الطائفة الشيعية.
ويبدو أن هناك خلفيات لتهجير هذه المناطق من قبل “جبهة تحرير الشام”، وقد يكون ذلك نتيجة الانتقام من حزب الله بعد سقوط نظام الاسد.
من ناحية أخرى لا يمكننا التأكيد أو الجزم بوجود معارك بين أبناء عشائر تلك المنطقة و”جبهة أبناء الشام” بل من الواضح أن المعارك تدور بين حزب الله والجبهة وهذا أمر واضح.
وكل ذلك نتيجة لانعكاسات الوضع القائم في سوريا اليوم حيث هناك غياب للجيش النظامي وهيكلية الدولة الرسمية ما يجعل التنسيق بين الجهات الرسمية أمرًا صعبًا.
فرغم اتصال الرئيس عون بالشرع وطلب منه وقف الاشتباكات على الحدود مع الجانب اللبناني الا ان الالتزام لم يكن بشكل قاطع من الجانب السوري لسبب وجود ميليشيات غير منظمة لا تلتزم بأي قرار لوقف القتال بعكس الجانب اللبناني حيث الجيش والجهات الرسمية تمكنت من فرض سيطرتها على العشائر بشكل اكبر.
وهنا انعكاس الواقع على استقرار الحدود في ظل غياب للانتظام الأمني على الجانب السوري الذي عليه تقع المسؤولية .
على غرار ما بادر به الجيش اللبناني بحسن نية و انتشاره بشكل سريع و ضبط العشائر.
إلا أن مسألة ضبط الحدود اللبنانية السورية أمر في غاية الصعوبة لعدة أسباب من بينها المناطق المتداخلة وطبيعة الحدود البرية الواسعة والوعرة، التي تكثر فيها الممرات الداخلية التي تسمح لهم بالدخول والخروج بشكل غير شرعي من هنا تأتي ضرورة المضي في ترسيم الحدود بشكل قانوني و باسرع وقت .
وختم نادر إلى أن هذه المناوشات لا يمكن فصلها عن نية حزب الله في توجيه رسائل داخلية وخارجية مفادها أنه لا يزال يتحكم بامن سكان منطقة الحدود الشمالية من حيث السيطرة على حدودها لكن تدخل الجيش اللبناني بالشكل السريع وسعيه لوقف النار وقصف الأهداف في الداخل السوري كان خطوة إيجابية لفرض هيبة الدولة على حدودها البرية.
ويبقى السؤال الى متى سيظل لبنان رهينة محيطه الجيوسياسي؟






