خاص صوت الارز- كتب شربل مطر
مع اختراق إسرائيل لقواعد الاشتباك المتفق عليها وتجاوزها الخطوط الحمراء باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقادة، فإن المعركة القادمة أصبحت أكثر شراسة ورعبًا مما سبق، وستحمل في طياتها الكثير من المآسي والمعاناة التي سيتلقاها العدو الاسرائيلي ، وأبرزها مضاعفة النزوح، والذي سيفرض على الواقع ضغطًا سياسيًا واجتماعيًا كبيرًا لدى اسرائيل
خطر الكيمياء: القنبلة الموقوتة في ميناء حيفا
طيلة الأشهر العشرة الماضية، خاضت المقاومة اللبنانية معركتها ضد الكيان الاسرائيلي ضمن قواعد اشتباك متفق عليها، وخلال تلك الحرب اضطر الكيان الصهيوني إلى إخلاء نحو 300,000 إسرائيلي، من ضمنهم نحو 80,000 مستوطن من المناطق الشمالية بسبب هجمات حزب الله
في العام 2016، هدد الأمين العام لحزب الله الراحل السيد حسن نصر الله بضرب صاروخ على مخازن “الأمونيا” في ميناء حيفا. واعتبر نصر الله في حينه أن “صاروخًا ينزل بهذه الحاويات، هو أشبه بقنبلة نووية”. وبمجرد استذكار هذا التحذير، يسري قلق عميق داخل المستوطنين الاسرائيلين، وبالتالي فإن احتمالات تعرّض الكيان لأضرار فادحة باتت أعلى من أي سيناريو محتمل لأي رد من جبهة المقاومة
ويخشى العدو الصهيوني من حدوث “كارثة” في ميناء حيفا، على غرار ما حدث في مرفأ بيروت، لوجود مخازن كبيرة لمواد كيميائية خطرة. وفي سياق ذلك، يقول الصحفي في القناة العبرية “13” إيلي ليفي: “كل من شاهد ما حدث في بيروت، يفهم أن هذا قد يحدث هنا أيضًا، في ميناء حيفا”. ويضيف: “لدينا خزانات وقود ضخمة، وخزان من البروم والأمونيا
بدورها، تقول عضو الكنيست من حزب “الليكود” غيلا غاملئيل: “علينا أن نُزيل المواد الكيميائية الخطيرة من ميناء حيفا”. وأضافت: “الخطة هي إزالة هذه المواد خلال 5 سنوات، ومن ثم نحتاج 5 سنوات أخرى لتنظيف المنطقة”
من جهتها، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن مركز حيفا للأبحاث البيئية قوله إن هناك “1500 منطقة خطر في ميناء حيفا، و800 نوع من المواد الكيميائية الخطرة في الميناء، في المصانع بجوار غرف نومنا”. وأضاف المركز أن الحادث في لبنان يوضح خطورة تركز المواد الخطرة بالقرب من الكثافة السكانية، ويؤكد الحاجة الملحة لإغلاق الصناعات القابلة للاشتعال والمتفجرة. وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة إسرائيلية قدّرت في العام 2017 وجود 12 ألف طن من الأمونيا في ميناء حيفا
ويؤكد محللون إسرائيليون أنه إذا أصيب صاروخ أو طائرة بدون طيار لمخزن واحد من مخازن الأمونيا، فإن الخطر سيصل إلى ربع مليون مستوطن على الأقل في المنطقة المجاورة، والمعروفة باسم حيفا وكريوت. وعلى الرغم من تقدم العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى حكومتهم بنقل المصافي، إلا أن إخلاء جميع المخازن المواد الصناعية يحتاج إلى عدة أشهر بحسب ما يؤكده خبراء إسرائيليون
ويعتبر الخبراء ميناء حيفا موقعًا استراتيجيًا خطيرًا بسبب الحاويات التي تنتظر الشحن والصهاريج التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الخطرة. ويضيف الخبراء: “هناك أيضًا العديد من القواعد العسكرية ومستودعات الأسلحة في المنطقة الواقعة بين خليج حيفا ومينائها، وكلها براميل بارود. لذلك، فإن أدنى شرارة يمكن أن تسبب كارثة”
يسري حاليًا قلق عميق داخل المستوطنين الصهاينة، وبالتالي فإن احتمالات تعرّض الكيان لأضرار فادحة باتت أعلى في أي سيناريو محتمل لأي رد من جبهة المقاومة
أسئلة صعبة تُثار راهنًا بعد أن كشف حزب الله عن قدرات جديدة وربما مميتة بعد استهدافه حيفا بالصواريخ في الأيام الأخيرة، فيما عجزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية عن رصدها أو إطلاق تحذيرات أو إنذارات للتصدّي لها