كتبت صحيفة “النهار”: لم يكن الصدام العلني الأول المباشر بين إسرائيل والقوة الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل”، منذ شرعت إسرائيل في عملياتها البريّة عبر الحدود الجنوبية تطوراً عادياً، بل شكل المؤشر الأخطر الى احتمالين: الأول مضي إسرائيل في محاولاتها المتقدمة للاندفاع نحو تكثيف توغلاتها في الجنوب، الأمر الذي ترجمته في الاعتداء المتعمد على اليونيفيل بقصد “تطفيشها” ربما. والثاني اختبار الإرادة الدولية أمام خطر اتساع الحرب علماً أن مؤشرات هذا الاتساع تمددت ميدانياً بشكل بالغ الخطورة أمس مع تبادل عمليات القصف الصاروخي البعيد المدى وكثافة الغارات الجوية.
وفي ما يشبه الاستنفار الأوروبي المكثف استدعت إيطاليا سفير إسرائيل بعد إطلاق النار على “اليونيفيل” في لبنان، كما أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أن فرنسا وإيطاليا ستطلبان اجتماعاً للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة بعد تعرّض قوات اليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي. واعتبر وزير الدفاع الإيطالي أن إطلاق إسرائيل النار على قواعد اليونيفيل “أمر غير مقبول على الإطلاق ويخالف القانون الدولي بشكل واضح”، مؤكداً أن “الهجوم على هذه القواعد لم يكن حادثاً أو خطأ”.
كما أن المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اعتبر أن قصف إسرائيل لقوات حفظ السلام “تجاوز آخرَ خطير في لبنان”، ودان “الاستهداف غير المبرر لليونيفيل”، مؤكداً “أننا ندعم اليونيفيل ومهمتها بتفويض من مجلس الأمن”.
صحيفه الديار اشارت الى مطالبة مندوب اسرائيل في الامم المتحدة «اليونيفيل» الانسحاب 5 كلم شمالا، وسط خوف الدول المشاركة في هذه القوات من غياب الضمانات الجدية من قبل الحكومة الاسرائيلية لحماية جنودها ومواقعهم، وهذا ما سيتطلب اعادة النظر بخريطة انتشارهم كخطوة متقدمة لاحتمال سحبهم من مناطق القتال وربما من الحدود الجنوبية.
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونيةانه فيما يواصل لبنان الرسمي تكثيف الاتصالات بهدف توفير ضغط دولي حقيقي يوقف العدوان الإسرائيلي عليه، فإنّ التطور العسكري الأبرز أمس كان استهداف اسرائيل لثلاثة مواقع للقوات الدولية في الجنوب، خاصة في رأس الناقورة حيث أصيب جنديان دوليان بجروح، الأمر الذي ما لاقى موجة استنكار وشجب لاسيما من الأمم المتحدة بطبيعة الحال، ومن الدول المشاركة في قوات حفظ السلام، وهو استهداف مباشر ومقصود بالدرجة الأولى محاولة من تل أبيب لترهيب القوات الدولية ومنعها من القيام بعملها، وربما لإفراغ المواقع المستهدفة.