خاص صوت الارز- سينتيا عبدالله
منذ بدء عدوانها على جنوب لبنان والبقاع و ضاحية بيروت الجنوبية بسلسلة من الغارات الجوية العنيفة استمرت لحوالي اسبوعين ومع اغتيال السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله ظنت اسرائيل انها بدأت تكسب هذه الحرب وان بامكانها التخلص من حزب الله بشكل نهائي
لذلك قررت بالاضافة الى غاراتها الجوية التي دمرت وقضت على قرى بأكملها ان تتوغل بريًا على الحدود الجنوبية و بدأت قواتها العسكرية تنفذ سلسلة عمليات بمحاولة التوغل الى الاراضي اللبنانية بهدف السيطرة على مناطق معينة لحماية المستوطنين في الشمال و لتنفيذ عمليات عسكرية ضد مقاومي حزب الله
التوغل البري يتطلب تنسيقًا مع القادة العسكريين وهو يتضمن استخدام مختلف انواع القوات حيث استعانت اسرائيل بقوات المشاة والدبابات والطائرات لكنها فشلت حتى الساعة بتحقيق اي تقدم ملحوظ نظرًا لتصدي حزب الله لها بشكل ملفت .
لماذا اسرائيل تفشل بريا في لبنان؟
و هل المقاومة جاهزة للتصدي بريا ؟
اسئلة حملناها الى العميد الرّكن المتقاعد الجنرال هشام جابر رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والعلاقات العامة والذي اكد في حديث خاص لصوت الارز ان حزب الله في جهوزية كاملة لتصدي كل انواع التوغل او التسلل البري لاسرائيل فهي كما اشار الى انها لم تتمكن من اجتياز حتى 200 متر من الحدود نظرًا لاشتباكاتها العنيفة مع حزب الله “صاحب الارض” صاحب عقيدة القتال والذي يمتلك قوة كبيرة على الارض مقابل اسرائيل التي تعتمد على القتل والمجازر فقط
فعسكريًا اضاف العميد جابر القتال غير القتل فالكيان الصهيوني يقتل بدون تكلفة حيث ان معظم اسلحته وهبته اياها الولايات المتحدة الاميركية فهو يستطيع الاستمرار بالقتل والتدمير كيفما شاء مستبعدًا ان يستمر بالقتال البري جنوبًأ وهو سيفشل
وعن جعل لبنان كغزة اكد جابر ان نتانياهو لا يقاتل حزب الله انما هو يقتل اللبنانيين ففي غزة قتل الكيان الصهيوني حوالي 45000 الف شهيد من بينهم اطفال ونساء وجرح حوالي 100000 بحجة انه سيدمر حماس لكنه فشل بذلك وما زالت حماس موجودة على الارض و هو يفعل المثل في لبنان فهو خلال سنة لم يدمر حماس وهي تشكل 10% من قوة حزب الله فكيف له ان يتخلص من الحزب والدليل على ذلك ان اهداف اسرائيل في لبنان بمعظمها ليس لها علاقة بحزب الله وخاصة مجزرة ايطو في زغرتا
واشار العميد جابر الى ان اسرائيل فشلت عسكريًا فالمستوطنين الذين نزحوا من الشمال كان عددهم 80000 قبل العدوان على لبنان اما الان فقد اصبحوا 250000 و سيصبحوا نصف مليون نازح
العدو يخوض حرب نفسية و ينشر فيديوهات خاطئة بالتوغل على الحدود كما يقول انه اكتشف انفاق للحزب على الحدود و في هذا الاطار يؤكد العميد جابر ان اسرائيل استخدمت التضليل كمثل قصة مارون الراس التي اتضح انها تمثيلية ، في اسفل مارون الراس هناك مستعمرة اسمها افيفين حيث زعم العدو الاسرائيلي ان الميركافا اتت من افيفين و هذا ما يقول عنه العميد جابر انه امر مستحيل ان يحصل على الارض لأن مارون الراس اعلى بكثير من المستعمرة
و اوضح ان الميركافا اتت من عيترون وهي لا تعلو كثيرًا وارضها سهلة و لكنها فشلت بالعبور نظرًا لتصدي المقاومة لها ، عندها تمكن المشاة من العبور مشيًا على الاقدام الى مارون الراس فصعدوا ووضعوا العلم وفروا سريعًا مهددين اليونيفيل بعدم التصدي
لا يوجد معلومات دقيقة عن الخسائر البشرية والمادية في اسرائيل
الجنرال جابر يؤكد في هذا السياق ان اسرائيل ايضا تعتمد التضليل في هذا الموضوع حيث انها لا تتحدث عن الخسائر البشرية والمادية و هو امر اعتمدته الولايات المتحدة الاميركية من حرب فييتنام حتى الان كي لا يعلم احد بحجم خسائرها
و اضاف العميد جابر ان المنظمات التي تعتمد على حرب الشوارع للدفاع عن ارضها و ما زالت صامدة تعتبر هي الرابحة والجيش الذي يغزوها هو الخاسر لكن حزب االله من 17 ايلول قد فقد قوة الردع وما زال حتى الان يحاول استرجاعها خاصة وان للحزب ثلاثة مقومات مهمة وهي: الردع و القتال في الميدان و البيئة الحاضنة . حزب الله قد خسر الردع ولكنه يملك قوة القتال في الميدان فالعدو لا يجرؤ على الدخول الى وسط المعركة على الحدود، اما البيئة الحاضنة فأكد العميد جابر ان حزب الله “له ما له وعليه ما عليه”
موضحًا انه انتقده سابقًأ في ثورة 17 تشرين لأن موقفه لم يكن مع الناس ابدًا فصواريخ حزب الله مهمة لكن البيئة الحاضنة اهم من الصواريخ فكان على الحزب ان يقف مع الشعب المظلوم وليس ضده بالاضافة الى الجريمة المرتكبة بحق اللبنانيين بقضية الترسيم البحري لكن قتال الحزب الآن اعاد هذه البيئة الحاضنة الى جانب الحزب وستمنحه قوة زائدة بوجه العدو
وختم الجنرال جابر ان قوات اليونيفيل على الحدود لا تؤثر على عمليات حزب الله على الحدود مع اسرائيل انما اسرائيل من جهة اخرى لا تريد بقاء اليونيفيل ولو حتى كمراقب على الحدود فنتنياهو غير مبال باليونيفيل او حتى بسكان الشمال انما هو يريد ابعاد حزب الله لتحقيق انتصار معنوي امام شعبه لكنه سيستفيق قريبًا من “سكرته” ويتكبد خسائر ربما لن يستطيع احصاءها
مصادر مقربة من حزب الله لصوت الارز تؤكد من جهتها ان الحرب النفسية هي جزء من الحرب العسكرية التي تخاض اليوم على لبنان فالعدو الاسرائيلي يعمل بالحرب النفسية ويعتمد عليها لاضعاف ثقة اللبنانيين بالمقاومة ويحاول اظهار عدوانيته وشيطانيته لتخويف اللبنانيين ليظهر كأنه عدو قوي وقاس مؤكدًا ان الحرب النفسية يشارك بها بعض اللبنانيين بوجه الشعب اللبناني وبيئة المقاومة منهم عن قصد ومنهم عن غير قصد وخاصةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي
وعن قوة الحزب بعد اغتيال معظم قادته اكدت هذه المصادر انها لم تضعف انما هناك تدرج بأستخدامها بحسب الحاجة وحسب سير المعارك فاغتيال القادة كان ضربة كبيرة ونتيجة خرق امني كبير كان في صفوف الحزب انما هذا لم يؤثر على قوته العسكرية وقدراته كما لم تؤثر ايضًا الغارات الاسرائيلية على إضعاف قدرات هذا الحزب وهو يستخدم هذه القوة بحسب المصلحة و الدليل مؤخرا الضربة الموجعة للعدو في حيفا
وعن اسر عسكر من حزب الله اوضح المصدر أن لا بيان رسمي من الحزب عن اسر مقاتلين له انما من الضروري التأكيد ان هذه المعركة هي معركة قاسية وبالتالي من المتوقع ان يكون هناك الكثير من القتلى والضحايا من الطرفين