نايلا شهوان
في مقابلة خاصة لصوت الارز مع حكمت أبو زيد، مستشار رئيس الحكومة لأكثر من 32 عامًا، والصحافي والكاتب السياسي، تناولنا معه المشهد الانتخابي في جزين، حيث تتقاطع السياسة بالعائلة، وتتشابك الحسابات البلدية بالموازين الوطنية. أبو زيد وضع النقاط على الحروف، متحدّثًا بصراحة عن دور الأحزاب، موقع زياد أسود، وأفق المعركة البلدية في جزين التي وصفها بأنها “محسومة سلفًا”…
ابو زيد قال : يُخطئ من يعتقد أن التنافس الحالي على الانتخابات البلدية في جزين أو غير جزين هو تنافس بلدي فقط. السياسة في لبنان هي مكوّن أساسي في تركيبته، وفي الانتخابات البلدية يتغلب في مرات كثيرة الطابع العائلي. حتى أبناء الصف الواحد، من الحزب الواحد، يكون هناك تباين في الآراء خلال هذه الانتخابات. ولكن، في المجتمعات المتحضّرة، ينتهي هذا التباين بعد ظهور النتيجة، وهذا هو الواقع في جزين وفي غيرها.
لا ديمقراطية من دون أحزاب
واضاف : يعني، استمرار الأحزاب في الانتخابات البلدية أمر غير مستغرَب! فهل يمكننا إلغاء الأحزاب؟ هي قاعدة الديمقراطية في لبنان وفي غيره. وإذا لم تكن الأحزاب موجودة في لبنان، فعلى اللبنانيين أن يخلقوها، لأن من دون أحزاب لا سياسة، ولا ديمقراطية، بل حكم استبدادي. ومع وجود الأحزاب والتنوّع داخلها، يُمنَع أي حكم تسلّطي.
لا ضغوط من أحد… وزياد أسود حرّ في خياراته
وشدد ابو زيد على اننا لا نتعرض لضغوط، لا من النائب السابق زياد أسود ولا من غيره من الناس. بل، زياد أسود، رغم خسارته في الانتخابات النيابية الماضية، لا أستطيع أن أنكر أن هناك فريقًا من الناس ما زال يؤيده. وفي هذه الانتخابات الاختيارية والبلدية، يبدو أنه اختار أن يكون مع اللائحة الأساسية في جزين، وهذا خياره، لا أتدخل فيه، ولا يعنيني.
جزين ليست زحلة… والمقارنة لا تجوز
و بالنسبة لتصريحات القوات اللبنانية حول انه سيحصل في جزين ما حصل في زحلة قال ابو زيد:
“القوات اللبنانية” يصرّح قادتها أنهم يريدون من معركة جزين تكريس انتصارهم في زحلة، ولكن زحلة لها أوضاعها وخصوصيتها، وجزين لها أوضاعها وخصوصيتها. واعتقادي العميق أن التحالف الذي يخوض المعركة الانتخابية في جزين، المؤلّف من التيار الوطني الحر بقيادة النائب السابق أمل أبو زيد، بالتعاون مع النائب السابق إبراهيم عازار، والركن السياسي الأساسي في جزين غازي الحلو، الذي يدعم هذا التحالف لانتخاب شقيقه دايفيد لرئاسة البلدية، أعتقد أن لا “القوات” ولا أي قوة انتخابية أخرى تستطيع أن تحلم بخرق هذه التركيبة التي تمثّل أكبر شريحة شعبية وسياسية في جزين.
تحالف صلب… وتمثيل شعبي عريض
تقديري ختم حكمت ابو زيد أن معركة جزين محسومة لصالح هذه اللائحة، المدعومة من النائبين السابقين أمل أبو زيد، ممثّل التيار الوطني الحر، وإبراهيم عازار، ابن البيت السياسي العريق الذي يتعاطى السياسة في جزين منذ أكثر من خمسين سنة. هؤلاء الذين أصبحوا نوابًا بالصدفة في منطقة جزين، هم غيمة صيف ستنجلي عن جزين وقضائها، بإذن الله.”
