قمة مجموعة السبع: هل تستطيع كبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟

0
266

نايلا شهوان

بينما يشتعل فتيل التوتر في الشرق الأوسط على نحو غير مسبوق، وفي ظل تصاعد النزاع بين إيران وإسرائيل إلى حافة المواجهة المفتوحة، اجتمع قادة أقوى سبع دول صناعية في العالم في كندا في قمة مجموعة السبع، حاملين على عاتقهم مهمة دقيقة: حماية العالم من انفجار شامل قد يتخطى حدود المنطقة.

تنعقد قمة مجموعة السبع في لحظة فارقة. فالهجمات الإسرائيلية على منشآت إيرانية، والرد الصاروخي الإيراني على أهداف إسرائيلية، وضعا العالم أمام خطر الانزلاق إلى صراع إقليمي واسع قد يشمل لبنان وسوريا والعراق وحتى الخليج العربي. وسط هذا التوتر، تبدو القمة محاولة دولية متأخرة – ولكن ضرورية – لضبط الإيقاع ومنع الأسوأ.

وقد جاء البيان الختامي للقمة محذرًا بوضوح من امتلاك إيران سلاحًا نوويًا، مؤكدًا أن “إيران لا يمكنها أبدًا أن تحصل على هذا السلاح”، وداعيًا في الوقت نفسه إلى “خفض التصعيد الفوري” في الشرق الأوسط. كما أبدت الدول السبع دعمًا لإسرائيل في “حقها بالدفاع عن نفسها”، لكنها شددت على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي.

هل تستطيع القمة التأثير في مجرى النزاع؟

رغم النبرة الحازمة في البيانات، فإن قدرة مجموعة السبع على إحداث تأثير مباشر في مسار النزاع تبقى محدودة. إذ لم يصدر أي إعلان عن عقوبات جديدة أو تحركات عملية لبدء وساطة حقيقية بين طهران وتل أبيب. وما زاد من الضبابية انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المبكر من القمة، مفضلًا العودة إلى واشنطن لإدارة الأزمة من هناك، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى انقسام غربي محتمل حول كيفية التعامل مع إيران.

في المقابل، برز موقف أكثر براغماتية من بعض القادة الأوروبيين، كالمستشار الألماني والممثل الفرنسي، الذين دعوا إلى احتواء النزاع من خلال إعادة إطلاق المفاوضات حول الاتفاق النووي، وفتح قنوات تواصل غير مباشرة بين إسرائيل وإيران عبر أطراف إقليمية.

رغم الإجماع الدولي الظاهري، إلا أن الانقسامات داخل مجموعة السبع بشأن الوسائل والآليات كفيلة بإضعاف فاعلية مخرجات القمة. فبين من يدعو إلى تشديد العقوبات ومن يفضّل الحوارات السرية، تبقى الدبلوماسية الغربية رهينة الحسابات السياسية.

ويبدو أن ما يراهن عليه العالم اليوم ليس بيان القمة، بل قدرتها على بناء زخم دولي ضاغط يمنع إسرائيل من توسيع ضرباتها، ويقنع إيران بأن التصعيد العسكري سيفتح أبوابًا لن تتمكن من إغلاقها لاحقًا.

تؤكد قمة مجموعة السبع أهمية التوافق الدولي في مواجهة الأزمات، لكنها تكشف أيضًا عن عجز عالمي أمام ديناميكيات نزاع معقد كالصراع الإيراني–الإسرائيلي. صحيح أن هذه القمة جاءت في الوقت المناسب، لكن هل جاءت بقوة كافية؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، إذ يبقى الشرق الأوسط، كما كان دائمًا، مرآة لحدود القوة الغربية وحدود السياسة الدولية