يتقدّم الاستحقاق الرئاسي، وهو عنوان لا ينفصل عن العنوان الأول، ولذلك هناك إصرار لدى فريق ترامب على تأجيل إنجاز الانتخابات الرئاسية إلى ما بعد تسلّمه السلطة، وتصل إشارات واضحة إلى اللبنانيين أنه لا يتم تمرير الانتخابات الرئاسية قبل العشرين من كانون الثاني، لأن هناك وجهة نظر في واشنطن تستند إلى تجربة عام 2016 عندما تم انتخاب ميشال عون قبل 8 أيام من انتخاب ترامب. ومن الواضح أن السياق المراد فرضه سياسياً ورئاسياً في لبنان، يسعى إلى تكريس واقع جديد، يتماهى مع رؤية ترامب للبنان والمنطقة، وهو الذي كان قد تحدث سابقاً عن إحلال السلام.
على الأرجح أن ما يريده ترامب هو محاولة فرض تسوية سياسية تتماهى مع رؤيته للمنطقة، وهو المقصود بعدم الانتخاب عشوائياً، بغض النظر عن لعبة الأسماء التي بدأ اللبنانيون بتداولها والغرق فيما بينها. ما يريده ترامب بحسب المعلومات هو فرض معادلات جديدة سياسياً، ومن ضمن شروطها تكريس استقرار طويل الأمد يوفر لإسرائيل الأمن، وهو ما ينطبق على لبنان وسوريا معاً وفق الاستراتيجية الأميركية. وسط اعتماد سياسة إنهاك لكل هذه الدول التي تعتبر منضوية تحت «النفوذ الإيراني» وجعلها في موقع غير قادر على الرفض، كما أن الحروب التي تؤدي إلى دمار كبير وانعدام القدرة على إعادة الإعمار هدفها ربط هذه المساعدات أو الاستثمارات في إطار السياق السياسي الجديد الذي يُراد فرضه.
منير الربيع – الجريدة