واصل وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض جولته على القطاع الاستشفائي في الأماكن التي كانت أكثر تعرضا للعدوان الاسرائيلي، وتفقد في جولة ثالثة بعد ظهر اليوم مستشفيات “الرسول الأعظم” و “بهمن” و”الساحل” في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد الجولتين السابقتين على مستشفيات في بعلبك والبقاع والجنوب.
ووجه الأبيض الشكر الخاص للعاملين الصحيين “الذين كانوا في هذه الحرب جنود الرداء الأبيض” متمنيا “لو كان بإمكانه المرور على كل المراكز الإستشفائية والصحية والإسعافية، لشكر كل عامل وعاملة على ما قاموا به من جهود”.
ولفت إلى أن “أعداد الشهداء والحجم الكبير للاضرار التي أصابت القطاع الصحي تشكل أبلغ دليل على أن هذا القطاع كان مستهدفا بشكل متعمد، للمس بصمود وعزيمة أهلنا ومجتمعنا من خلال أن يكون كل جريح شهيدا”.
وإذ ذكر بأن “القطاع الصحي قدم ما يزيد عن 220 شهيدا من بينهم 190 من القطاعات الاسعافية”، اشار الى ان “هذه التضحيات التي قدمها الزملاء في القطاع الصحي والإسعافي بمختلف مهماتهم وأدوارهم حققت الصمود، ولذلك من أقل الواجبات توجيه الشكر للعاملين في هذا القطاع احتراما وإجلالا، ولا سيما الفرق الاسعافية التي وضع أفرادها حياتهم على المحك لإنقاذ أهلهم ومجتمعهم”، لافتا إلى “ضرورة إيجاد السبيل اللازم لدعم القطاع الاسعافي”.
وشدد الأبيض على “ضرورة إقران الشكر بتأكيد دعم القطاع الصحي لا سيما في مرحلة الإعمار”، وقال: “من المهم جدا أن ينال القطاع الصحي قسطه من إعادة الإعمار لانهاء مفاعيل العدوان وآثاره”.
وأكد أنه “لدى الحكومة ووزارة الصحة العامة كل الاصرار والعزيمة لتحقيق ذلك بمساعدة الأشقاء والأصدقاء”.
وتناول وزير الصحة مسألة تغطية جرحى الحرب مبديا ارتياحه ل”تحويل جزء من مستحقات علاج جرحى البيجر”، مؤكدا “الاصرار على الانتهاء من تغطية مجمل التكاليف قبل نهاية شهر كانون الثاني المقبل، بالآلية نفسها التي اتبعت لتغطية جرحى البيجر”.
وقال: “طالما القطاع الصحي بخير فإن لبنان بخير”، منوها ب”ما أظهره الشعب اللبناني من تضامن في خلال الازمة”، آملا ان “تستمر روح الوحدة التي أظهرت الوجه الجميل للوطن وأن تشكل مدماكا في إعادة بناء المؤسسات”.
“مستشفى الرسول الاعظم”
وكان في استقبال الأبيض في “مستشفى الرسول الاعظم” المدير العام للمستشفى حسين شقير ومدير “مركز بيروت للقلب” الدكتور محمد صعب وطبيب القلب الدكتور مالك موسى ومديرة الموارد البشرية ندى الحسيني ومديرة الجودة ناديا حمادي.
وقال شقير: “إن إنشاء مركز الطوارىء في وزارة الصحة العامة أمر يسجل للوزارة لانه كان له الدور الأساسي لتسهيل أمور المستشفيات وتنسيق التعاون بشكل وثيق في ما بينها”. ونوه ب”الخطة الاستباقية التي وضعتها الوزارة والتي أثبتت فعاليتها الكبيرة، ولولا هذه الخطة لكان الوضع خرج عن السيطرة”.
واستذكر “شهداء المستشفى وعددهم عشرة، من بينهم شهيد في البيجر وشهيد وممرضة في القصف والبقية استشهدوا في عمل إنساني في الجنوب”، طالبا الرحمة لكل شهداء القطاع الصحي.
“مستشفى بهمن”
وفي مستشفى بهمن كان في استقبال الأبيض مدير المستشفى المهندس علي كريم والمدير الطبي الدكتور حسن نصار وعدد من أعضاء الكادر الطبي ومدراء الأقسام.
ولفت كريم في كلمته إلى أن “الوزير الأبيض وفريق عمله أثبتا في خلال الأيام السوداء التي مرت على لبنان أنهما على قدر المسؤولية، وإن ثبات الناس وصمودهم كان بفضل وقوفكم ووقوف الهيئات الاسعافية إلى جانبهم”.
وأعلن أن “مستشفى بهمن الذي اضطر للاخلاء نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية عاد بعد وقف إطلاق النار ليعمل بكل طاقته”.
“مستشفى الساحل”
وفي المحطة الثالثة في “مستشفى الساحل” عقد الوزير الأبيض اجتماعا مع النائب فادي علامة والمدير العام الدكتور مازن علامة والمدير الطبي الدكتور وليد علامة ونقيبة الممرضات والممرضين عبير علامة ومديرة الطوارئ في المستشفى الدكتورة مريم حسن ومسؤول العلاقات العامة فخري علامة.
وشكر النائب علامة الوزير الأبيض على “الجهود التي قام بها وتنسيقه الدائم مع لجنة الصحة النيابية”، مؤكدا أن “الوزارة حققت إنجازا وسط الظروف الصعبة التي مر بها البلد”، وقال: “لولا خطة الطوارىء الأساسية التي وضعها الوزير الأبيض وفريق عمله الصمود القطاع لكان الوضع أصعب بكثير”.
وأكد علامة ان “مستشفى الساحل عاد ليقدم كل الخدمات الطبية مجددا”، وشجب “التهديدات الزائفة التي كان العدو الإسرائيلي اطلقها بحق المستشفى”.