كتب عيسى يحيى في نداء الوطن
يفرض الواقع الحالي تحركاً لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان نحو سوريا الجديدة، وإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه. وتشير مصادر دار الفتوى لـ “نداء الوطن” أن الصورة التي قدمتها اليوم الثورة في سوريا مختلفة عن الصورة السابقة، وعمل قادة الثورة على تحديث صورتهم باعتراف أميركي، علما أن البعض توجس خيفةً من الثورة في سوريا بسبب خلفيتها الإسلامية، لكن ما حصل بعد سقوط المدن تباعاً من دون مقاومة تذكر، قدّم صورة إيجابية على ما اصطلح بتسميته الإسلام السياسي. كما أن هيئة تحرير الشام غيرت اسمها واعتبرت أن إطارها سوري، وفصلت نفسها عن كل الأطر الأخرى التي تتحرك على مستوى العالم العربي والإسلامي، بالرغم من أن الهم الأسلامي والعربي حاضر في أدبياتها، من دون أن ننسى تجربتها الناجحة في إدلب التي فصلت بين ما هو عسكري وما هو إداري وخدماتي، وما حدث خلال الأيام الأخيرة أثبت أنها تعمل بطريقة مختلفة.
وحول موقف دار الفتوى، أكد المصدر أن موقفها كان داعماً للثورة السورية منذ اليوم الأول، لكن كجهة رسمية دينية لا تستطيع أن تكون كالشارع، ويأتي دورها في إطار ضبط وتوجيه الشارع، وسط الانقسام العمودي في الداخل اللبناني بين معارض للنظام ومؤيد له، وقالت: “نحن نسعى لئلا تكون هناك ردود فعل في الشارع، على قاعدة أنه عندما سقط النظام، عليّ أن أحترم قرار الشعب السوري، ومن يعتبر نفسه معنياً ومرتبطاً بالنظام، نقول له أن هذا النظام هو من أسقط نفسه بنفسه بسبب استبداده وطريقة حكم البلاد. إن المرحلة تفرض مزيداً من التحديات، فهناك تحولات كبرى على مستوى الإقليم، وواضح أن هناك دولاً ترعى حركة الثوار وتهتم بهم، وتوجههم نحو التوجه السليم”.
وحول موقف مفتي الجمهورية، أكدت أن رسالة المفتي كانت واضحة عند زيارته الأخيرة لضريحي الرئيس رفيق الحريري والمفتي حسن خالد، في إشارة إلى أن المتهم باغتيالهما هو النظام السوري، ورأت المصادر “أن القادم من الأيام سيشهد خطوات عملية تجاه ما حصل في سوريا، وستتوج بزيارة المفتي دريان على رأس وفد من مفتي المناطق قريباً إلى دمشق، فنحن نعتبر سوريا عمقنا ولا يمكن أن نتخلَّ عنه، وهناك تواصل مع دمشق”.
وختمت مصادر دار الفتوى أنه مع هذا التحول الذي حصل في سوريا يشعر المسلمون السنة في لبنان بأنه يصب في مصلحتهم، وسيتجلى ذلك في الأيام المقبلة