بعد “بادرة حسن نية”.. هل اقترب “التطبيع” بين لبنان وإسرائيل؟

0
115

الحرة – تسلم الجيش اللبناني يوم الخميس أسيرًا خامسًا كانت إسرائيل قد احتجزته في وقت سابق، وذلك بعد يومين من تسلمه أربعة أسرى آخرين.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عملية الإفراج بأنها “بادرة حسن نية”، مؤكدًا أن العملية تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الساحة الإسرائيلية حديثًا عن إمكانية التطبيع مع بيروت، بينما تؤكد مصادر رسمية لبنانية رفضها القاطع لأي محاولة لربط ترسيم الحدود البرية والانسحاب من لبنان باتفاق تطبيع.

يقول الكاتب والباحث السياسي اللبناني محمد كلش، من باريس، إن المباحثات الحالية بين لبنان وإسرائيل تحمل طابعًا عسكريًا بامتياز.

وأشار في حديث لقناة “الحرة إلى أن هناك الكثير من الحديث حول إمكانية الانتقال إلى مسار سياسي بين الجانبين، غير أنه وصف هذه الإمكانية في الوقت الراهن بـ “المستحيلة”.

وأوضح كلش أن المباحثات الحالية بين الطرفين تركز بشكل أساس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، مؤكدًا أن تشكيل اللجنة الثلاثية يهدف إلى حل الخلافات الحدودية البرية بين البلدين، وخاصة النقاط الحدودية الثلاثة عشر، إضافة إلى خمس نقاط أخرى لا تزال إسرائيل لم تنسحب منها بعد.

وفيما يتعلق بالتسريبات الإسرائيلية التي تتحدث عن إمكانية الوصول إلى تطبيع في العلاقات بين البلدين بعد حل الخلافات القائمة، اعتبر كلش أن هذه الفكرة “مستبعدة” في ظل تأييد لبنان الكامل للمبادرة العربية التي تنص على “الأرض مقابل السلام”.

ويرى كلش أن من الصعب على أي حكومة لبنانية الاستجابة لدعوات التطبيع في ظل هذا السياق.

حزب الله تلقى ضربات كبيرة في لبنان عسكريا وسياسيا وماليا
تصعيد جديد لأمين عام حزب الله.. فهل يعود لبنان للوراء؟
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، رفضه التخلي عن سلاح الحزب المصنف جماعة إرهابية، في موقف يتعارض مع التزامات الحكومة اللبنانية واتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
من جهته، أوضح المستشار السابق للشؤون العربية في وزارة الأمن الإسرائيلية، ألون أفيتار، أن مفهوم التطبيع بشكل عام غير قابل للتحقيق في فترة زمنية قصيرة، بل يتطلب سلسلة معقدة وطويلة من الاستعدادات والمفاوضات، بالإضافة إلى تغيير في الأيديولوجيات.

وأشار أفيتار إلى أن غياب الاستقرار الأمني في جنوب لبنان يجعل إسرائيل مسؤولة عن حماية حدودها الشمالية عبر “13 نقطة احتكاك” تمتد على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وأضاف أن لبنان لديه مطالب تتعلق بمصير الأراضي التابعة له في الجنوب، في حين أن إسرائيل لديها أيضًا مطالب تتعلق بالتهديدات المستمرة التي تأتي من الأراضي اللبنانية إلى مناطقها الشمالية.

وبالتالي، فإن تأمين الحدود بشكل كامل يمثل الهدف الأساسي الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه، وفق قوله.

وأكد أفيتار أن “إعادة ترتيب وضع الحدود” هي جوهر المفاوضات الجارية حاليًا بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذه المفاوضات لا تزال في مرحلتها الأولى، وأن الطريق نحو تحقيق الهدف “لا يزال طويلًا”.

إسرائيل تقول إن الوضع الأمني في الشمال تحسن (رويترز)
واشنطن: محادثات إسرائيلية لبنانية لبحث قضايا عالقة
أكد مسؤول في البيت الأبيض للحرة التوصل إلى اتفاق بين اسرائيل ولبنان بوساطة أميركية لحل القضايا العالقة بين البلدين.
وفوجئ لبنان بتسريبات إسرائيلية، حاولت مقايضة الانسحاب من الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود البرية، باتفاق تطبيع وذلك غداة الإفراج عن خمسة أسرى لبنانيين ضمن إطار بادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني جوزاف عون بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

التطبيع بين البلدين، الذي لم يكن مطروحا ضمن أي إطار حتى فترة قليلة مضت بات الشغل الشاغل للبنانيين اليوم وإن كانت المواقف الرسمية لا تزال تنكر إمكانية حصوله وسط تأكيدات متكررة عن حصر المفاوضات بين البلدين بشكلها العسكري التقليدي وتحديد مهامها بمناقشة الانسحاب الإسرائيلي وتحديد الحدود البرية وإطلاق الاسرى.

لكن يبدو أن للإسرائيليين أجندة مختلفة اذ أكد مصدر سياسي في إسرائيل أن المحادثات مع لبنان جزء من خطة واسعة وشاملة تهدف للتطبيع مع بيروت.

في حين كان وزير الطاقة إيلي كوهين أكثر تحفظا في الحديث عن التطبيع حيث اعتبر أن التوصل لسلام مع لبنان يجب ان يمر باستهداف إيران عسكريا من أجل تحييد خطرها بشكل كامل.

وتقول أوساط سياسية إسرائيلية إن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل قناعة معينة بتغير المناخ السياسي والشعبي في لبنان بعد الحرب الأخيرة على حزب الله المدعوم إيرانيا، بما يتيح لمشروع السلام المضي قدما بتعقيدات أقل.

ومن بين المُفرج عنهم عنصر في حزب الله وجندي من الجيش اللبناني و3 مدنيين، وفقا لما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء. وتم إطلاق سراح 4 لبنانيين، الثلاثاء، والخامس أفرج عنه، الأربعاء.

وتجدر الإشارة إلى تقارير سابقة تحدثت عن مفاوضات بين إسرائيل ولبنان حول تبادل محتجزين، تشمل الباحثة الإسرائيلية، إليزابيث تسوركوف، المحتجزة في العراق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا