جعجع: اغتيال نصر الله غيّر مسار حزب الله وجعله تحت القرار الإيراني الكامل

0
15

حذر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، من “سلوك السلطة اللبنانية “المتعامي” عن المخاطر الناجمة عن الحرب الإيرانية – الإسرائيلية التي تجري فصولها على أرض لبنان”. وشدد على ضرورة “اتخاذ موقف تاريخي يعيد الاعتبار لمفهوم الدولة ويمهد لوقف النار”، معتبرا أن «مفهوم الدويلة التي كان يمثلها أداء (حزب الله) أوصل لبنان إلى الوضع القائم”، منبها إلى أننا «ذاهبون إلى المزيد من القتل والموت والكوارث”، موضحا أن «لبنان بات كسفينة من دون ربان ومن دون دفة في بحر هائج”.
وأخذ جعجع في حديث الى “الشرق الاوسط” “على السياسيين والمسؤولين اللبنانيين، أنهم لا يعرفون حقيقة ما يجري الآن، وقال:” هناك حرب طاحنة تدور رحاها في المنطقة، وما يجري في لبنان هو أحد فصولها. الحرب قائمة بين إيران وأذرعها في المنطقة من جهة، وبين إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، ومن خلفهما كل أوروبا ودول أخرى. وبدلا من أن نبذل كل الجهد الممكن لإخراج لبنان من هذه الحرب، نتصرف وكأن شيئا لم يكن”.

أضاف:”المسؤولون اللبنانيون، يتصرفون انطلاقا من اعتباراتهم الضيقة، وتحولوا إلى (لجنة إغاثة). واليوم إذا أردنا أن نلخص نوع السلطة القائمة في لبنان، نستطيع أن نقول إنها (لجنة إغاثة) وليست حكومة أو دولة”.

ولاحظ جعجع ب “أسف”، كيف تغيرت أمور “حزب الله” بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله” وقال:”عندما كان السيد حسن موجودا، كنت أعتبر أنه في مكان ما كان هناك رأي لبناني فيما يجري يعبر هو عنه، وأن له (نصر الله) كلمة في القرار الإيراني، لكن الآن، فالقرار بات إيرانيا بالكامل، والمجموعات القتالية المتبقية من (حزب الله) تقاد عبر ضباط إيرانيين، وبالتالي قرار إيراني كامل، وتخوض من خلاله الحرب وفقا للمصلحة الإيرانية الكاملة”.

وإعتبر جعجع أن «حزب الله لم ينهر تنظيميا، رغم كل الضربات”، مشيرا إلى أن «المجموعات القتالية للحزب في الجنوب تقاتل بقرار غير مركزي، وقسم كبير منها لا يزال موجودا، ولا يجب أن ننسى أن العلاقة وثيقة مع الضباط الإيرانيين، والعقيدة الدينية، ولهذا ستكمل إيران القتال حتى آخر مقاتل”.

وأشار جعجع إلى “أن بنية الحزب العسكرية تضررت كما هو ظاهر، فوفقا للدراسات التي أجريت في مراكز أوروبية، وحتى إسرائيلية، كان يفترض أن يطلق الحزب ما بين 2000 إلى 3000 صاروخ يوميا على إسرائيل، ولكننا نرى أن هذا لا يحصل. للأسف هناك ميزان قوى معروف وواضح. والإيرانيون سوف يكملون القتال بمن تبقى على أرض لبنان وبشباب لبنان. المواجهة الآن تقودها إيران، والدليل أن وزير خارجية إيران ورئيس برلمانها زارا لبنان خلال أسبوع واحد، وكأنهما هنا للإشراف على المعركة”.

ولفت جعجع إلى “الأداء السياسي للسلطة القائمة”، آخذا على القائمين عليها «أننا أمام كارثة على كل المستويات، والمسؤولون يتصرفون وكأن لا دخل لهم في كل ما يجري، وقال:
” في الصيف الماضي، عندما كان المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين يأتي إلى لبنان، ويطرح تنفيذ القرار 1701، كان المسؤولون (يفقون بزر) ويتخلون عن مسؤولياتهم. وأنا شخصيا تحدثت مع أكثر من مسؤول، وكنت أنبههم إلى أن الأمور ذاهبة في الاتجاه الذي نراه اليوم، لكنهم لم يتجاوبوا”.
.
ولفت الى انه “لا يتفق مع الرأي القائل بعجز الحكومة والدولة عن القيام بأي شيء يخرج لبنان من المأزق”، وقال :”السلطة السياسية نسيت، وأنستنا معها، أنها قادرة على القيام بكل شيء. على الحكومة أن تجتمع وتقول إنها لا تقبل باستمرار ما يجري، وأن تتخذ قرارا بنشر الجيش وإعلان نيتها تطبيق القرار 1701، بمعزل عن الموقف الإسرائيلي، لأنه يجب البدء من مكان ما. عليها تقديم إعلان نيات جدية، وأنا لا أقول إن الحكومة يجب أن تطلب من الجيش الصدام مع (حزب الله)، لكن يجب البدء من مكان ما… وهذا يجب أن يبدأ من قرار، لأن أصحاب القرار تخلوا عن قرارهم، ورأينا بماذا تسبب»
وشدد على ضرورة «قيام الحكومة بالاجتماع فورا واتخاذ القرارات المناسبة، ولا بد أن يجتمع البرلمان ويتخذ توصية لدعم الحكومة في موقف استعادة القرار اللبناني»
ورد جعجع على “بعض الانتقادات التي طالته لمطالبته بتنفيذ القرار 1559” وقال :
«هذا هو منطقنا منذ 20 سنة، وليس منطقا مستجدا. المسؤولون عن الدولة هم من تأخروا في تبني هذا الخطاب. لقد قدمنا طرحنا لوقف الحرب، فلم يعجبهم. فليقدموا لنا طرحهم. حتى الآن لا يوجد مبعوث دولي في لبنان لبحث كيفية إنهاء الحرب، ولهذا علينا نحن أن نتحرك في محاولة لوقف هذه الحرب المدمرة.

وأكد جعجع أنه “غير خائف على السلم الأهلي”، لأنني لا أرى نية لدى أي طرف لبناني»، لكن «هذا لا يمنع حصول بعض المشاكل، خصوصا أن نحو نصف الشعب اللبناني في دائرة النزوح، لكن هذا أمر يستطيع الجيش وقوى الأمن ضبطه ومنعه”.

ورأى أن «اللجوء الحالي ليس مثل عام 2006 أبدا، هذه الأزمة قد تستمر أشهرا، وستنتج بالتالي أزمة اجتماعية خانقة”.

ولم يخش جعجع «ارتدادا للحزب إلى الداخل بعد نهاية الحرب”، وقال: “ليس واردا بعد نهاية الحرب، كيفما انتهت إليه، أن نعود إلى الوضع الذي كان قائما في لبنان قبل الحرب. لقد رأينا أين أوصلتنا هذه الحال، ولا يمكن أن نقبل باستمرارها”.
وحدد جعجع مقصده بشكل أوضح، بأن «قصة جيش شعب مقاومة (وهو التعبير المستخدم في البيانات الوزارية لإضفاء الشرعية على سلاح «حزب الله) وغياب الدولة لصالح دويلة (حزب الله) التي كانت تمتص قدرات الدولة. لا يمكن أن نقبل بهذه الوضعية الغامضة، القرار خارج الدولة و(حزب الله) يأخذ قرارات السلم والحرب. لقد رأينا أين أوصلتنا”.

وفي ملف الرئاسة، قال جعجع:” إن هناك إمكانية لحصول خرق ما، شرط أن يفرج الرئيس بري عن مجلس النواب”، مضيفا «لقد كان الرئيس بري من هذا الرأي، لكنه غيّر رأيه بعد وصول الإيرانيين، وبات الكلام الآن عن أنه لا يجوز أن ننتخب رئيسا قبل وقف إطلاق النار”.

وحدد جعجع «الشروط التي يجب أن تقوم عليها الانتخابات، جازما بأن «أي مرشح لا بد أن يلتزم باتفاق الطائف أولا، والقرارات الدولية ثانيا. لم يعد مقبولا التشاطر والتذاكي، مكررا أن «أسرع طريقة لوقف إطلاق النار هي انتخاب رئيس”.