خاص : اوديت ضو الاسمر
رغم كل المطالب بوقف فوري لإطلاق النار تواصل إسرائيل بتوسيع عدوانها عبر العمليات البرية على الحدود واستهداف الداخل اللبناني دون ضوابط مما يزيد من الخسائر المادية والبشرية يومًا بعد يوم في ظل غياب خطة واضحة للتعويض عن أضرار ما بعد الحرب.
فما هو مصير المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل؟ وهل هناك مخاوف من عدم عودة أهالي هذه المناطق إلى أراضيهم بحجة التخلي عنها؟ وما هو مستقبل مشروع قانون الملكية غير المكتملة؟
في هذا السياق اكد الناشط السياسي والاجتماعي رمزي بو خالد لموقع صوت الارز أن الجيش الإسرائيلي يسعى بوضوح إلى إنشاء مناطق معزولة من السكان والسلاح في الجنوب بهدف تأمين عمليات إنزال وتجنب أي مواجهات مستقبلية. وأضاف أن الأيام المقبلة قد تشهد تكتيكات عسكرية غير تقليدية تهدف إلى تعزيز هذه المناطق لتكون بمثابة ملاذات آمنة للإسرائيليين ضد أي تهديد مستقبلي.
بو خالد انتقد بشدة أداء حزب الله مشيرًا إلى أنه فشل في حماية الجنوب وأهله على الرغم من وعوده السابقة بقدرته على تدمير إسرائيل وحتى احتلال مناطق في الجليل. وأوضح أن الحرب الأخيرة أظهرت أن هذه التهديدات لم تكن سوى استعراض لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
وأكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية تجاوزت ما حدث في حرب تموز 2006 مشيرًا إلى أن القتال في الجنوب اليوم يعتمد في جزء كبير منه على شباب أهل المنطقة الذين يرفضون ترك منازلهم وأراضيهم بينما يُظهر حزب الله ارتباكًا كبيرًا أمام هذا التصعيد.
وشدد على أن أهل الجنوب لم يتخلوا عن أراضيهم بل وضعوا ثقتهم في الحزب الذي أوهمهم بقدرته على حمايتهم لكنه وضعهم في مواجهة غير متكافئة مع إسرائيل. وأضاف أن الجنوب اللبناني شهد عبر التاريخ تدميرًا وتهجيرًا متكررًا ومع ذلك كان الأهالي يعودون دائمًا لإعادة بناء منازلهم. لكنه حذر من خطورة الوضع الحالي حيث تُستخدم مناطق الجنوب وممتلكات أهاليه كأكياس رمل لحماية المصالح الإيرانية ما أدى إلى نزوح كبير و هجرة غير مسبوقة لاهالي الشيعة الى العراق فضلا عن الخسائر مادية التي تجاوزت 15 مليار دولار.
كما أشار بو خالد إلى أن تعيين وزير الدفاع الإسرائيلي اليميني المتطرف يسرائيل كاتس يعكس نية إسرائيل توسيع استهدافاتها لتشمل الأبنية السكنية والبنى التحتية مما يزيد من التهديدات على السلم الأهلي. وأضاف أن ما يجري في الجنوب من تدمير للقرى والبنى التحتية يشبه ما حدث في مخيم جباليا حيث رفعت إسرائيل علمها وفرضت سيطرتها عليه ما يثير المخاوف من مستقبل المناطق الحدودية اللبنانية.
وعن مشروع الملكية غير المكتملة أوضح بو خالد أن هناك مخاوف كبيرة من أن يكون هدفه تهجير أهالي الجنوب قسرًا ومنع عودتهم إلى أراضيهم بذريعة توفير بيوت جاهزة يمكن استملاكها لاحقًا.
و ختم ان مثل هكذا مخططات يهدد بتغيير الديموغرافيا الداخلية لافتًا إلى أنه لو كانت الدولة اللبنانية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها و قراراتها لما تمكن أحد من المساس بمشاعاتها ام حتى الحديث او التلميح لمثل تلك الحلول .
فما ينتظر اللبنانيين من تسويات تُمرر تحت عناوين التضامن الإنساني بينما باطنها لا يخدم الا اعداء لبنان الفعليين في ظل غياب دور فعّال للدولة اللبنانية